بعد مرور أكثر من خمسة أيام على كارثة الانهيار الصخري على رؤوس سكان منطقة "الدويقة" شرقي القاهرة، ما زالت تتوارد تقارير متضاربة بشأن عدد الضحايا، سواء من جانب مسؤولين بالحكومة المصرية، أو من أعضاء في البرلمان.
الغريب في الأمر أنه في الوقت الذي تؤكد فيه وسائل الإعلام الرسمية ارتفاع عدد ضحايا الكارثة إلى 61 قتيلاً و58 جريحاً، خفض عضو مجلس الشعب عن المنطقة المنكوبة، حيدر بغدادي، الحصيلة إلى 48 قتيلاً فقط، وإن كان قد اتفق مع التقديرات الرسمية فيما يتعلق بعدد الجرحى.
ولكن بغدادي حذر، في تصريحات لـCNN بالعربية الأربعاء، من حدوث "كارثة" جديدة في المنطقة، مشيراً إلى أن رائحة جثث الأشخاص الذين دفنوا تحت أنقاض منازلهم، بدأت تنتشر في المكان، في الوقت الذي ما زالت تتواصل فيه عمليات رفع الكتل الصخرية.
وقال إنه تم إجراء حصر لسكان المنطقة التي سقطت عليها كتل صخرية ضخمة من جبل المقطم، تزن الواحدة منها عشرات الأطنان، صباح السبت الماضي، أظهر أن نحو خمسين شخصاً مازالوا مفقودين، ويُرجح أنهم لقوا حتفهم جراء "الكارثة."
كما انتقد بغدادي، وهو نائب برلماني عن الحزب الوطني الحاكم، أعمال رفع الأنقاض، معتبراً أنها "تجري بصورة بطيئة للغاية"، ودعا الحكومة إلى التدخل جدياً لسرعة الانتهاء من هذه الأعمال، ومنع حدوث "كارثة" أخرى يمكن أن تهدد المنطقة.
وكان محافظ القاهرة، عبد العظيم وزير، قد أكد في وقت سابق أن "جهود الإنقاذ لن تتوقف إلا بعد رفع كل الأنقاض، مشيراً إلى أن عمليات تفتيت الصخور تجري بشكل يدوى وكيميائي وليس ميكانيكياً حتى لا يحدث المزيد من الأضرار."
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة والسكان الأربعاء، أن إجمالي عدد ضحايا "الحادث"، بلغ 119 شخصاً حتى الآن، من بينهم 61 متوفياً و58 مصاباً.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن رئيس الإدارة المركزية للإسعاف والطوارئ، محمد سلطان، قوله أنه تم تسليم 55 جثة إلى ذويهم، وجارى اتخاذ الإجراءات لتسليم ست جثث باقية، وأن عدد الحالات المحجوزة حالياَ بالمستشفيات تبلغ 13 حالة فقط.
وأشار سلطان إلى أن باقي الحالات، والبالغ عددها 45 حالة، تقرر خروجها بعد تحسن حالتها وعمل جميع الإسعافات وتوفير العلاج والفحوصات اللازمة لهم.
