مراكز التجميل تغزو جدة.. وتقسم نساء المجتمع إلى طبقات

مراكز التجميل تغزو جدة.. وتقسم نساء المجتمع إلى طبقات

أصبحت صالونات ومراكز التجميل تمتد على طول الشوارع في مدينة جدة وتتقاطع مع أحيائها وأزقتها التي لا تكاد تخلو منها, وتشهد مع أيام الصيف إقبالا كبيرا مع تزايد الاحتفالات بالمناسبات الاجتماعية.
وعلى الرغم من تشابه ما تقدمه من خدمات، الا ان الصالونات تختلف عن بعضها البعض بحسب خلفية السيدات اللواتي يترددن على كل منها. ويمكن اعتبار موقع الصالون مؤشرا هاما على اسعار الخدمات فيه، وبالتالي نوعية زبائنه. فمراكز التجميل في شارع التحلية مثلا تعد الاكثر غلاء، وذلك لارتباطها باسماء عالمية. وتقول رابية قنديل مديرة أحد الصالونات «استطاعت هذه الصالونات أن تقسم المدينة إلى طبقات فمن صالونات تخدم شريحة من فئة الخمسة نجوم بإمكانيات تعد ضخمة يستقطبها اسم المحل وموقعه ثم جنسية العاملات فيه بأسعارها النارية, إلى تلك التي تخدم الطبقة المتوسطة وتنتشر في كافة الأحياء وتعتمد في ذلك لحد كبير على زبائنها من القريبات والجارات اللواتي يسارعن لتزكية المحل عند الأخريات».
أما الطبقة الثالثة فتقوم على خدمتها بيوت الصديقات الهاويات والمهتمات بعوالم التجميل وصرعات المكياج كما تفعل عائشة ذات الخمسة عشر عاما والطالبة بالمرحلة المتوسطة التي تحاول شراء كل المجلات المتخصصة لتزيد من علمها بهذه الأمور, أما عن الخبرة وهو ما تحاول تدريب نفسها لتكتسبها فتقول «أحب هذا العالم كثيرا وأتمنى أن استمر فيه وأتعلم كل تفاصيله»، لكن عائشة تدرك أيضا أنه عالم يحتاج لتدريب طويل وإمكانيات مادية كبيرة توفرها لها أحلامها على حد قولها «عندما اتصفح المجلات أشعر أني ذات يوم سأكون أفضل مزينة لعارضات الأزياء». وهناك بالطبع السيدات اللواتي يفضلن وصفات الجارات والعطّارين على الذهاب الى الصالونات المتخصصة، والتي قد يكون ضررها اكبر من نفعها في معظم الأحيان. ومهما كان نوع الصالون او المركز، فهي جميعا عرضة للوقوع في خطأ مع زبونة، مثل حرق الشعر او استخدام لون صبغة غير مناسب. ولأن صالونات التجميل النسائية ليست كلها من نفس الشاكلة بل بعضها يحرص على الحفاظ على سمعته لأنها بحسب جبين مديرة فرع أحد الصالونات «الأهم سمعة الصالون وحرفية العاملات فيه لأنها المقومات التي تمكننا من استقطاب الزبونات الجيدات والعمل على استمرارية تعاملهن معنا لنستفيد استثماريا منهن».
وهيفاء عاملة في أحد هذه الصالونات كل فترة تنتقل من فرع لآخر وتتعامل بمهنية مع زبوناتها وتقول «بالرغم من طول ساعات العمل والضغط الشديد الذي نتعرض له تحدث بعض الأخطاء لكن ليست أخطاء كبيرة كما تصورها بعض الزبونات». وتضيف «الأخطاء الكبيرة لا يمكن أن تصدر من محترفة في مجال عملنا, كل أخطائنا تتمثل في قص الشعر أحيانا أقصر من المطلوب وهذه نادرا ما تحدث».
وتقدم مراكز التجميل خدمات مختلفة، مثل قص وتزيين الشعر والمكياج وتنظيف البشرة. ومنها من يقدم خدمات شاملة للأعراس بالاضافة الى خدمات إزالة الشعر بالطرق التقليدية او بالليزر. هذا الى جانب صبغ الشعر وتركيب الوصلات الاضافية للراغبات في ذلك.
وفيما ظهرت مؤخرا الصالونات المستقلة، كان كثير منها مرتبطا في السابق بالـ«بوتيكات» (محلات خياطة الملابس). ومن المعروف ان المرأة السعودية تهتم كثيرا بشكلها وجمالها، وذلك من دون ان يتعارض مع عاداتها وقيمها.