منتدى موشو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عيادة المرأة للرجل المريض وعكسه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mona
.
.
mona


انثى
عدد الرسائل : 211
العمر : 38
رقم العضوية : 60
الاوسمه : عيادة المرأة للرجل المريض وعكسه Rank-110
تاريخ التسجيل : 28/03/2008

عيادة المرأة للرجل المريض وعكسه Empty
مُساهمةموضوع: عيادة المرأة للرجل المريض وعكسه   عيادة المرأة للرجل المريض وعكسه Empty18.06.08 11:26

عيادة المرأة للرجل المريض وعكسه
عيادة المرأة للرجل المريض وعكسه 15803

* د. القرضاوي
س: أنا امرأة مسلمة، أحب أن ألتزم بأمر الله تعالى في حياتي كلها، وفي علاقاتي بالناس جميعاً، وأنا أعمل ناظرة مدرسة ثانوية للبنات، ومعي مجموعة من المدرسين والمدرسات، وبيننا مجاملات في المناسبات المختلفة كالتهنئة بزفاف أو بمولود، أو بترقية ونحو ذلك. ولكن الأمر الذي توقفنا فيه هو عيادة المرضى من زملائنا الرجال. فقد يمرض أحدهم أو يعمل عملية جراحية، ويدخل المستشفى، فهل يجوز لي ولزميلاتي المدرسات أن نذهب لعيادة زميلنا لما له من حق الزمالة، أو يعتبر هذا من حقوق الرجال بعضهم على بعض؟
ومثل هذا يقال بالنسبة لعيادة الزملاء للزميلة التي تمرض أو يصيبها حادث ونحو ذلك مما يعرض للرجال وللنساء جميعاً.
ونرجو من فضيلتكم توضيح هذه المسألة في ضوء النصوص الثابتة التي هي المرجع المعتمد والمعصوم لدى كل مسلم ومسلمة. وندعو لكم بدوام التوفيق في نشر الصحيح والوعي الرشيد لديننا العظيم.
(ن. س: من القاهرة).
جـ: من الآداب التي جاء بها الإسلام، وحثَّ عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: عيادة المريض. وقد اعتبرها النبي الكريم من حقوق المسلم على المسلم.
يقول عليه الصلاة والسلام: "حق المسلم على المسلم ست" قيل: وما هنَّ يا رسول الله؟ قال: "إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فشمِّته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه"(1).
"فكوا العاني ـ أي الأسير ـ وأجيبوا الداعي، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض"(2).
"عودوا المرضى واتبعوا الجنائز، تذكركم الآخرة"(3).
"من عاد مريضاً ناداه مناد من السماء: طِبتَ وطاب ممشاك. وتبوأت من الجنة منزلاً"(4).
"إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع". قيل: يا رسول الله؛ وما خرفة الجنة؟ قال: "جناها"(5) أي ما يُخترف ويُجتنى من ثمرها.
"إن الله عزَّ وجلَّ يقوم يوم القيامة: يا بن آدم مرضت فلم تعدني! قال: يارب؛ كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده. أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده"(6).
ولا يجد المرء أروع ولا أبلغ من هذا التصوير لفضل عيادة المريض ومثوبته عند الله، حتى إنّ الله جلَّ جلاله ليجعل عيادة المريض كأنما هي عيادة له!!
وهذه الأحاديث كلها تدل على أهمية هذا الأدب الإسلامي، الذي رغَّبت فيه السُّنَّة النبوية القولية والعملية، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهودياً مريضاً، فعرض عليه الإسلام فأسلم.
ويتأكد استحباب هذا الأدب ـ الذي عدَّته بعض الأحاديث حقاً على المسلم ـ إذا كان بين المسلم والمسلم صلة وثيقة، مثل القرابة والمصاهرة والجوار والزمالة والأستاذية، ونحو ذلك يجعل لبعض الناس حقاً أوكد من غيره.
والملاحظ أن هذه الأحاديث جاءت بألفاظ عامة، تشمل الرجل والمرأة على السواء، فحديث: "عودوا المريض" أو "مَن عاد مريضاً.." أو "إذا مرض فعده" ليست خاصة بالرجال، بلا جدال. وهذه الأدلة العامة كافية في مشروعية عيادة النساء للرجال في ظل الآداب والضوابط الشرعية المقررة.
ومع هذا هناك أدلة تدل على مشروعية عيادة المرأة للرجل:
فقد أورد الإمام البخاري في كتاب المرضى من صحيحه "باب عيادة النساء للرجال". وعادت أم الدرداء رجلاً من أهل المسجد من الأنصار(7).
وقد دخلت أم مبشر بنت البراء بن معرور الأنصارية على كعب بن مالك الأنصاري، لما حضرته الوفاة، وقالت: " يا أبا عبد الرحمن؛ أقرأ على ابني السلام"ـ تعني مبشراً ـ... الحديث(Cool.
فلا مانع إذن من أن تعود المسلمة أخاها المسلم المريض، ما دامت ملتزمة بالقواعد الشرعية، والآداب المرعية، فلا خلوة ولا تبرح ولا تعطر، ولا خضوع بالقول.
والأولى أن تكون العيادة في مثل هذه الحالة المسؤول عنها في صورة جماعية، بمعنى أن تتفق الناظرة ومعها بعض المدرسات، على الذهاب معاً لقضاء حق العيادة دفعاً لأي شُبْهة.
ولا معنى للتوقف في عيادة زميل مريض من زميلة له أو رئيسة له، مع أنها تتعامل معه في المدرسة يومياً، وبلا جَرَح، فهل يشرع التعامل مع الزملاء في حالة الصحة، ويقاطعون في حالة المرض؟ مع أن المريض أولى بالشفقة والرعاية.
وأما عيادة الرجل للمرأة فهي تدخل في الأدلة العامة التي ذكرناها في الحث على عيادة المرضى.
وهناك أدلة خاصة أيضاً تدل على مشروعية عيادة الرجال للنساء:
روى مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أُم السائب ـ أو أُم المسيَّب ـ فقال: " مالك يا أُم السائب تزفزفين ـ أي ترتعدين"؟ قالت: الحُمَّى لا بارك الله فيها! فقال: "لا تسبي الحُمَّى، فإنها تُذهب خطايا بني آدم، كما يُذهب الكير خَبَث الحديد"(9).
وروى أبو داود عن أم العلاء قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا مريضة، فقال: "أبشري يا أُم العلاء..." الحديث(10).
وروى النسائي عن أبي أمامة قال: مرضت امرأة من أهل العوالي ـ أي عوالي المدينة ـ فكان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن شيء عيادة للمريض، فقال: "إذا ماتت فآذنوني"(11).
وبعد هذه النقول الصحيحة الثبوت، الصريحة الدلالة، لا يجوز لمسلم إلا النزول على هُدَى الله تعالى، وهَدْي رسول صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي لنا أن نحجر ما وسع الله تعالى أو نعسِّر ما يسَّره عزَّ وجلَّ. وسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع من أقوال الرجال، وتقاليد الناس. وبالله التوفيق.
الهوامش
ـــــــــــــــ
(1) رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة.
(2) رواه أحمد والبخاري عن أبي موسى، كما في صحيح الجامع الصغير.
(3) رواه أحمد وابن حبَّان في صحيحه والبخاري في الأدب المفرد كما في صحيح الجامع الصغير.
(4) رواه الترمذي وحسَّنه؛ 2009)، وابن ماجه (1442)، وابن حبَّان في صحيحه (712) من حديث أبي هريرة.
(5) رواه أحمد ومسلم واللفظ له.
(6) رواه مسلم.
(7) رواه في "الصحيح" معلقاً، ووصله في "الأدب المفرد".
(Cool رواه ابن ماجه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه، الحديث رقم (1449)، ورواه أحمد في المسند: 3/455 عن عبد الرحمن، وذكره الألباني في الصحيحة برقم (995).
(9) رواه مسلم في كتاب البر والصلة.
(10) رواه أبو داود في كتاب الجنائز، باب "عيادة النساء".
(11)رواه النسائي في كتاب الجنائز.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عيادة المرأة للرجل المريض وعكسه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى موشو :: الحياة الاجتماعى :: حواء :: فقه الاسـرة-
انتقل الى: