منتدى موشو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكذب المباح في العلاقة الزوجية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mona
.
.
mona


انثى
عدد الرسائل : 211
العمر : 38
رقم العضوية : 60
الاوسمه : الكذب المباح في العلاقة الزوجية Rank-110
تاريخ التسجيل : 28/03/2008

الكذب المباح في العلاقة الزوجية Empty
مُساهمةموضوع: الكذب المباح في العلاقة الزوجية   الكذب المباح في العلاقة الزوجية Empty18.06.08 11:15

الكذب المباح في العلاقة الزوجية

الكذب المباح في العلاقة الزوجية 113703

* د. يوسف القرضاوي
س: تزوجت رجلا فيه طيبة ولكنه كثير الشك. فهو كثيراً ما يسألني: هل أحب أحداً غيره، فأذكر له أني مخلصة له، ولا أتطلع إلى رجل سواه، فيطلب مني أن أحلف على ذلك، فأحلف بالفعل وأنا مطمئنة.
ولكنه لم يكتف بهذا، فعاد يسألني: هل أحببت أحداً غيره قبل زواجي منه؟ فنفيت له ذلك، فطلب مني أن أقسم على ذلك، وأحلف له أن قلبي لم يتعلق قبل ذلك بأحد سواه، قلت له: لا داعي لمثل هذا الكلام، وقد أكدت لك حبي لك، وإخلاصي لك، وحرصي على سعادتنا الزوجية، ولكنه يأبى إلا أن أقسم له اليمين. ولا أكتمك أن قلبي كان قد تعلق في فترة ما بشاب ذي قرابة بعيدة من أسرتي، ولكن لم تساعده الأقدار على التقدم لزواجي. وكان هذا من سنين، ولم يكن بيني وبينه غير عاطفة انطفأت جمرتها بعد زواجي تماماً، وأصبحت مجرد ذكرى.
وأنا في الواقع حائرة من أمري:
هل أحلف اليمين التي يطلبها زوجي، فأريح نفسه من هذا الشك الذي يقلقه؟ وفي هذه الحالة أخاف على نفسي الإثم، وغضب الله علي، أني حلفت باسمه كذباً.. أم أمتنع من ذلك وفي هذه الحالة سيزداد شكه وقلقه، وهذا ما يكدر حياتنا، وينغص علينا معيشتنا.
ولهذا لجأت إلى فضيلتكم، لتنقذني من حيرتي، وتدلني على وجه الصواب، والله يحفظكم.
ف.س. - من الدوحة
ج: الأصل في الكذب هو الحرمة، لما وراءه من مضار على الفرد، وعلى الأسرة وعلى المجتمع كله، ولكن الإسلام أباح الخروج عن هذا الأصل _كما بينا في فتوى سابقة _ لأسباب خاصة وفي حدود معينة، ذكرها الحديث النبوي الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أم كلثوم رضى الله عنها قالت: "ما سمعت رسول الله (ص) يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الرجل يقول القول، يريد به الإصلاح (أي بين الناس)، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها".
وهذا من واقعية هذه الشريعة، وبالغ حكمتها.
فليس من المقبول أن ينقل من يريد الإصلاح ما يسمعه من كلا الخصمين في حق صاحبه، فيزيد النار اشتعالا، بل يحاول تلطيف الجو، ولو بشيء من تزويق الكلام، أو الزيادة فيه، وإنكار ما قاله أحدهما في الآخر من سب أو إهانة.
وليس من المعقول أن يعطي العدو ما يريد من معلومات، تكشف عن أسرار الجيش. أو تدل على عورات البلد، أو تنبىء عن مواطن الضعف في الجبهة الداخلية، أو غير ذلك، تحت عنوان "الصدق" بل الواجب إخفاء ذلك عنه، فإن الحرب خدعة.
وليس من الحكمة كذلك أن تصارح المرأة زوجها بما كان لها من ماض عاطفي عفى عليه الزمن، ونسخته الأيام، فتدمر حياتها الزوجية باسم "الصدق" الواجب. ولهذا كان الحديث النبوي في غاية الحكمة والصواب، حين استثنى ما يحدث بين الزوجين من كلام في هذه النواحي من الكذب المحرم، رعاية للرباط الزوجي المقدس.
ولا شك أن الزوج مخطىء في طلبه من زوجته أن تحلف له على ما ذكرت، وخطؤه من وجهين:
الأول: أنه ينبش ماضياً لا علاقة له به، وقد لا يكون من صالحه نبشه، واستثارة دفائنه، فكثيراً ما تمر بالفتاة_ومثلها الفتى _ أيام يهفو قلبها لفتى "قريب، أو جار أو غير ذلك، تعتبره فارس أحلامها، ثم لا يلبث أن ينشغل عنها أو تنشغل عنه، وخاصة بالزواج، فليس من الخير إحياء هذه العواطف التي ماتت مع الزمن وحسبه أن الزوجة تخلص له، وتؤدي حقه، وترعى بيته، ولا تقصر في شئونه.
الثاني: أن الحلف لا يقدم ولا يؤخر في العلاقة بينهما، لأنها إن لم تكن ذات دين، تخشى الله، وتخاف حسابه، فلا يهمها أن تحلف بأغلظ الأيمان وهي كاذبة وإن كانت ذات دين، ممن يرجو الله ويخاف سوء الحساب، فيكفيه دينها وتقواها ليطمئن إليها، ويثق بأمانتها وإخلاصها.
ويخشى أن يجرها إلحاحه عليها إلى أن تحلف كاذبة، ويكون الإثم عليه هو لا عليها، والذي أؤكده هنا بالفعل، أنه لا حرج على الزوجة إذا ضغط عليها الزوج بمثل هذه الصورة المذكورة في السؤال أن تحلف وهي كاذبة، لأن صدقها يعرض حياتها الزوجية للانهيار وهو ما يكرهه الله تعالى، ويقاومه الإسلام، فالحلف هنا من باب الضرورة.
ومثل هذا أيضاً إذا سألها: هل تحبه أم لا؟ وطلب منها اليمين على ذلك فمثل هذا النوع من الرجال لا يرضيه إلا الحلف، وإن كان كاذباً. فلتحلف إن لم تجد بداً من الحلف، ولتستغفر الله تعالى، وهو الغفور الرحيم.
فليس من الازم أن يكون كل رجل وأمرأته "قيسا"وليلى" حبا"وغراما",وعواطف مشبوبة ولعلهما لو كانا كذلك لانتهى مصيرهما بغير الزواج ,كما انتهى مصير قيس وليلاه ,وحسب الزوجين أن يتعاشرا بالمعروف في ظل الدين والأخلاق ,أو الإسلام والأحساب كما قال الفاروق رضي الله عنه وأرضاه .
--------------------------------
المصدر :فتاوي معاصرة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكذب المباح في العلاقة الزوجية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى موشو :: الحياة الاجتماعى :: حواء :: فقه الاسـرة-
انتقل الى: