المراْه العامله .. كيف تتحرر من التوتر ؟

المراْه العامله .. كيف تتحرر من التوتر ؟

أكدت الدراسات الحديثة التي اجريت في المعهد الأمريكي للتوتر بنيويورك أن مستوي التوتر الذي تعاني منه المرأة العاملة في عصرنا هذا يكون في معظم أوقات حياتها مرتفعا وأن كانت هذه الحالة ليست مقصورة على المرأة فقط ولكنها تشمل كل فئات المجتمع لأن الحياة اصبحت صعبة كما أن ظروف العمل أصبحت لاتسمح بالبقاء والارتقاء في الدرجات سوي للأصلح‏ .
هذا بالاضافة الي أن الحالة الاقتصادية أصبحت تدفع الجميع الي بذل كل ما في وسعهن من جهد للمحافظة علي الدخل الشهري دون أي نقص ، لذلك أصبحت المرأة تبذل مجهودا أكبر في عملها ويكون ذلك على حساب صحتها وأعصابها خاصة أن عملها لايتوقف بعودتها الى البيت‏، ولكنها تضطر االى مباشرة مهامها كربة بيت وأم أيضا‏،‏ فتكون النتيجة الطبيعية لهذه الدوامة التي لاتنتهي هي الاحساس بالتعب والمرض في نهاية الأسبوع‏،‏ إن المتخصصين في الخارج اطلقوا هذه الحالة التي أصبحت تشكل شبه ظاهرة اسم مرض الراحة" لأنها تظهر يوم الاجازة وتكون اعراضها مشابهة لأعراض الانفلونزا مثل الصداع واحتقان الحلق وآلام في العضلات‏، وتظهر هذه الاعراض بصفة خاصة عند المرأة التي تنشد الكمال في كل شيء او تحقيق انجازات يشيد بها الجميع‏،‏ و التي تشعر بالذنب لأنها تفكر في الراحة في حين ان عملها يحتاج وقتها‏،‏ وتتفاقم المشكلة بالوصول الى يوم الاجازة فتقضيه في رعاية شئون بيتها واولادها مما يجعلها تعمل طوال الساعات التي تقضيها في البيت مثلما تفعل في العمل.
وتعلق على هذه الدراسة د‏.‏ عزيزة محمد السيد أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس فتقول : انه اذا كان هذا حال المرأة الامريكية او الغربية بصفة عامة فان الحالة ستكون مضاعفة بالنسبة للمرأة العربية التي تتفاني في خدمة كل من حولها لأنها نشأت على مفاهيم تجعلها تعطي بدون مقابل‏ ، وهي لاتدرك حقيقة أن هذا العطاء المستمر يستهلكها على المدى الطويل‏‏، فلا تحس بالمشكلة إلا عندما تبدأ في المعاناة الصحية في مرحلة منتصف العمر والتي تصاحبها تغيرات فسيولوجية في الجسم تجعل المرأة أكثر قابلية للتأثر والمعاناة‏ ، وتكتشف المرأة عندئذ انها في غمرة العطاء المستمر طوال سنوات حياتها نسيت التفكير في نفسها‏،‏ فتبدأ الأمور التي كانت تبدو لها في البداية صغيرة تظهر بشكل اكبر وتتسأل عما فعلته بحياتها وتحاول التفكير في ذاتها‏،‏ لكن الأمر يكون صعبا لأن كل من حولها تعود أن يراها تعطي وتبذل الجهد وتضحي بدون أي شكوى و تذمر‏.
وقد اجمعت البحوث العلمية على أن مرحلة منتصف العمر ليست منفصلة عن بقية مراحل عمر المرأة‏ ، فاذا كانت حياتها سعيدة وراضية وتشعر بالاشباع العاطفي من كل من حولها فانها لن تتعرض للأزمات الفسيولوجية المصاحبة لهذه السن بنفس الدرجة التي تعاني منها آخريات‏ ، فالحياة لاتنفصل وكل مرحلة منها تصب في المرحلة التي تليها‏.
فاذا تعودت الفتاة منذ بداية حياتها على الاهتمام بصحتها وادراك حقيقة أن لجسمها عليها حقا وان الأجازة الاسبوعية يجب أن تكون مخصصة للراحة والاستمتاع بهدف تجديد النشاط وشحن بطاريات الجسم لتستطيع مواصلة حياتها‏,‏ فان ذلك سوف يجعلها تعبر كل مراحل حياتها بسلام‏.
وتقدم د‏.‏ عزيزة في النهاية بعض النصائح التي تساعد المرأة على عدم المعاناة من التعب أهمها ان تخصص لنفسها نحو ربع او نصف ساعة يوميا تمارس فيها نشاطا أو هواية تحبها او تغلق على نفسها باب غرفتها وتستلقي على السرير لسماع الموسيقى او قراءة رواية، بالإضافة إلى ممارسة رياضة المشي بصفة دورية لأن الابحاث اثبتت أنها تساعد على تنشيط مناطق معينة في المخ مرتبطة ببعض الافرازات التي تساعد علىرفع الروح المعنوية وتعدل الحالة المزاحية.
ـ الحرص على تقليل تناول الكافيين طوال الأسبوع لأن الدراسات اظهرت ان المرأة التي تتعود على شرب كميات كبيرة من القهوة والصودا خلال أيام الأسبوع ثم تنقطع عنها في يوم الاجازة تعاني بعض الاعراض المرضية.‏
التخطيط لقضاء يوم الاجازة في التسلية والاستمتاع حتى لو كان ذلك على حساب نظافة البيت ،‏ فقضاء الوقت مع افراد الأسرة والتقارب بينهم أمر مهم للأم وللأبناء‏.‏
فاذا نجحت في تحقيق ذلك فأنها سوف تلاحظ اختفاء الأعراض المرضية والاحساس بالتعب وتشعر علىالعكس بالقوة والنشاط طوال ايام حياتها‏.‏