الثقافة الشرعية

موضوع: الثقافة الشرعية 18.06.08 10:41

الثقافة الشرعية

الثقافة الشرعية 83902

ان معرفة أحكام الشريعة الاسلامية، أو التفقّه في الدين، والاقدام على عمل أو اجتنابه، لابدّ أن يكون من خلال الاجابة عن سؤال: هل هذا يرضي الله أم يسخطه؟
وهذا ما يستوجب الاحاطة بـ (الثقافة الشرعية) كلّما دعت الحاجة.
فكما أنك تحتاج الى ثقافة الكومبيوتر حتى تحسن التعامل معه، والافادة منه، والابداع في المجالات التي يفتحها هذا الجهاز القيّم، وكما تحتاج الى الثقافة الصحيّة حتى تجتنب الأمراض وتحافظ على سلامتك وعافيتك، والى الثقافة السياسية حتى تعرف ماذا يجري من حولك، وكيف تتحرك المؤسسات المحلية والدولية في هذا الشأن أو ذاك، والى الثقافة الاجتماعية التي تمدّك بأصول التهذيب الاجتماعي، وبناء العلاقات الاجتماعية السليمة، والى الثقافات المتعددة الواسعة سعة الحياة ذاتها، فإنك تحتاج ايضاً الى الثقافة الشرعية.
ولا نقول إنّ الحاجة الى الثقافة الشرعية هي بدرجة مساوية للحاجة الى الثقافات الأخرى، بل هي بدرجة أكبر، فالأفكار والطروحات، والفنون، والعلاقات، والالعاب، والازياء، والصحّة، والعلوم.. كلها تدخل في المجال الحيوي للفقه.
أليست، الأطعمة المحلّلة والتي تفيد في بناء الجسم وتقويته ومناعته وصحّته، وتلك المحرّمة التي تضرّه وتؤذيه وتهدمه.. هي ثقافة شرعية أيضاً؟!
وهذا ما يجعلنا نفهم سبب تشديد الاسلام على ضرورة إلمام الشبّان والفتيات والرجال والنساء بالثقافة الشرعية حتى لا يرتطموا بالحرام والفساد والانحراف والمعاصي والشرور، وبالتالي بالخسارة المادية والمعنوية، والدنيوية والاخروية.
الاحكام الخمسة:
كل فعل من أفعالك لا يخلو في الشريعة من أن يكون أحد الاحكام التالية:
أ_ (الواجب): وهو ما يجب عليك فعله، وتعاقب إذا تركته، كالصلاة والصوم والزكاة.
ب_ (الحرام): وهو ما يجب عليك تركه، وتعاقب على فعله، كشرب الخمر والقتل والزنا والغيبة.
ج_ (المستحب): وهو ما يحسن بك فعله ولا تعاقب على تركه، كصلاة النوافل، وآداب الطعام.
د_ (المكروه): وهو ما يحسن بك تركه، ولا تعاقب على فعله، كالنوم على جنابة، أو الأكل اثناء التغوّط.
ه‍_ (المباح) وهو ما كان فعله وتركه على درجة واحدة من الأهمية، فلا تثاب على فعله، ولا تعاقب على تركه، كتناول الاطعمة والاشربة المحللة. والمباحات في الشريعة الاسلامية أوسع من سائر الاحكام الاخرى دائرةً.
سنّ البلوغ والتكليف الشرعي:
قدرت الحكمة الالهية ان يبلغ الطفل في سن معينة - قد تتأثر بالصفات الوراثية والبيئة الاجتماعية - فتتيقظ أو تكتمل فيه أحاسيس ومشاعر منها الشعور الجنسي والشعور الاجتماعي ونزعة الاستقلالية وروح المسؤولية والضمير الديني ولذلك جاءت الشريعة منسجمة مع هذا التحول والنمو.
وعند بلوغ هذه المرحلة :
1_ يصبح الانسان المسلم مسؤولاً عن الالتزام بالشريعة ومكلّفا بها.
2_ سنّ التكليف الشرعي للذكر (الشاب) هو بلوغ (15) سنة هجرية قمرية، أي (14) سنة ميلادية و (7) أشهر.
ومن علامات البلوغ الاخرى غير العمر:
أ_ ظهور الشعر الخشن على العانة، أي فوق القضيب مباشرة.
ب_ قذف المني بالاحتلام الليلي أو بغيره.
ملاحظة مهمّة:
حصول أيّ واحدة من العلامات السابقة يكفي دليلاً على تحقق البلوغ، علماً أنّ (شعر العانة وقذف المني) قد تحصلان قبل سنّ الخامسة عشر، فإذا حصلتا فهو البلوغ الذي يستوجب العمل بالتكليف والوظائف الشرعية.
3_ أما بالنسبة للأنثى (الفتاة) فهي تبلغ سنّ التكليف في (9) سنوات هجرية قمرية، أي ما يعادل ( Cool

سنوات و (9) أشهر ميلادية.
وعلامته عن الفتاة حصول الحيض ، فإذا بلغته في هذه السنّ أو بعدها فعليها أن تلتزم بالتكاليف الشرعية، وتصبح هي وأخواتها البالغات وأمّها على قدم سواء في المسؤولية الشرعية.