أميرة اللغة الفرنسية».. جزائرية

أطلقت صحف فرنسية عديدة لقب «أميرة اللغة الفرنسية» على طالبة جزائرية اسمها عائشة هابت حققت نتيجة 20 من 20 في الاختبار الشفهي للغة الفرنسية في امتحان البكالوريا لهذا العام. وجاءت هذه النتيجة مفاجئة للجميع، ليس فقط لأن الحاصلة على التميز جزائرية، كون الجزائريين سبق أن حققوا تفوقاً كبيراً على الفرنسيين في معرفة لغتهم.
بل لأن العلامة كانت كاملة بمعنى أن عائشة لا تجهل أياً من تفاصيل اللغة الفرنسية وتتحكم فيها مئة في المئة، وهي نتيجة فريدة على مستوى أكاديمية «رامس» الفرنسية لأن الأمر لا يتعلق بالرياضيات أو العلوم الطبيعية أو الإعلام الآلي حيث النجاح بنتيجة مئة في المئة أمر وارد و ممكن و متكرر.
وقالت عائشة ابنة السبعة عشر ربيعاً عند صدور لائحة النتائج: «أعلم بقدراتي وأنا أحسن اللغة الفرنسية جيداً ودخلت في أعماقها بمطالعة أمهات الكتب، وكنت متفوقة على زملائي لكنني لم أتصور أبدا أنني سأنال هذه العلامة إنه يوم كبير لي ولعائلتي وللأساتذة الذين لقنوني مبادئ اللغة ومنهجية البحث فيها».
وأكدت أنها حين رأت علامة «20» أمام اسمها على لائحة النتائج لم تصدق وطلبت من غيرها قراءة الرقم والاسم حتى تتأكد. وقالت عائشة: «إنها أحست بأن أجوبتها كانت جيدة لأن الأستاذ حين انتهت من الإجابة عن الأسئلة المطروحة ابتسم لها وشكرها وصافحها قبل مغادرتها القاعة، لكن «20» في الفرنسية مسألة لا أعتقد أن أحدا يتوقع الحصول عليها في حياته،
أمر لا يطرح على البال حتى إن كان الطالب يدرك أنه أجاب عن كل الأسئلة وأنه يحسن اللغة جيداً، «20» رقم أكثر من علامة في الامتحان خاصة في البكالوريا».أما والدها فصرح للصحافة بأنه «لا يعرف القراءة والكتابة ولم يكن بمقدوره مساعدة عائشة، وما حققته كان بمجهودها الشخصي».
وقال إن ابنته كانت تقرأ كثيراً، ولا تنام من دون أن تطالع شيئا من الكتب التي تكتظ بها حجرتها. وقالت والدتها «إن الهاتف رن كثيراً في يوم الإعلان عن نتائج الامتحان و كان العشرات من الطلاب والأساتذة، وحتى من عامة الناس يقدمون التهاني».
ولما صدر الخبر في الصحافة اتصل عدد كبير من الناس بعائشة من مختلف أنحاء فرنسا لتهنئتها وحتى من كندا والجزائر والمغرب والسنغال. وأجرت معها عدة صحف أحاديث، كما نشرت جريدتا «لوفيغارو» و «لوموند» النتيجة الكبيرة مع تعليق عليها.
ولتشجيعها دعاها النائب في البرلمان الفرنسي فيليب فيلكي إلى باريس حيث اكتشفت أهم معالم المدينة كما استقبلها جون لويس دابر رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) الفرنسية. وسئلت عائشة عن الدوافع التي ساعدتها على تحقيق هذا الإنجاز فقالت: «والدي وفرا لي الجو الملائم و أستاذتي (السيدة هينرو) كانت لها طريقة مبدعة في التعليم، تجعلك تحب المادة التي تشرف عليها وتنجح فيها بامتياز».